وقفية الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني
13 جمادي الثاني 1446هـ
تسجيل دخول  |  مستخدم جديد  |  Blogs
الصفحة الرئيسية  |  آراء الزوار  |  اتصل بنا
    المشروعات الثقافية: الخطاب الإسلامي المعاصر .. دعوة للتقويم و إعادة النظر    المشروعات الثقافية: ظاهرة التطرف و العنف من مواجهة الآثار .. الى دراسة الأسباب    كتاب الجائزة: اشكالية التعليم في العالم الاسلامي    كتاب الجائزة: الاسرة المسلمة في العالم المعاصر    كتاب الجائزة: قضايا البيئة من منظور اسلامي    المشروعات الثقافية: اشكالية التنمية ووسائل النهوض رؤية في الإصلاح    كتاب الأمة: قيم السلوك مع الله عند ابن قيم الجوزية، الجزء الأول    كتاب الأمة: قيم السلوك مع الله عند ابن قيم الجـوزية، الجزء الثاني    كتاب الأمة: إحياء دور الوقف لتحقيق التنمية










الكلمة: 
المجال: 
بحث متقدم

حلقة نقاشية عن التعامل مع النص بوقفية الشيخ علي بن

نظمت وقفية الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني (رحمه الله) للمعلومات والدراسات حلقة بحث، بعنوان : التعامل مع النص من إعمال النسخ إلي إبصار التدرج التي عقدت امس الاول بمبني الوقفية ضمن الأنشطة الثقافية.
وقدم الحلقة د.أحمد علي الإمام، عضو المجلس العلمي للوقفية، مستشار الرئيس السوداني لشؤون التأصيل، ورئيس مجمع الفقه الإسلامي في السودان.
وفي تعقيب للشيخ عمر عبيد حسنة، رئيس الوقفية، علي الحلقة قال: إن إعادة تحديد بعض المفاهيم والمصطلحات، وفي مقدمتها مصطلح النسخ وبيان أبعاده، أصبح من الواجبات الشرعية والضرورات الثقافية بعد هذا العبث والالتباس في النصوص الشرعية، ومحاولات التشويه، والإسقاطات الخطيرة، وإيجاد المسوغات للكثير من الممارسات غير المشروعة باسم الدين. وقال الشيخ عمر أصبح النص اليوم مرتعاً خصباً لكل من هبّ ودبّ، من يحسن ومن لا يحسن؛ من يمتلك أدوات النظر ومن يدّعيها.
واشار الي ان القيم الدينية، أو النصوص الشرعية، تقطع عن دلالاتها وسياقها وأسباب نزولها، وتُسقط وتُستغل في المجالات السياسية والثقافية، وتُستخدم وقوداً للصراع والمواجهة في المعارك الخطأ، التي لا نصيب للإسلام فيها، بل الكثير منها قد يكون محل نظر ومحل حظر شرعي؛ حيث ترتكب الحرمات وتستباح الأموال والدماء والأعراض تحت شارات إسلامية، وتُدعم هذا الاستباحات بالاستشهاد بنصوص شرعية يكمن وراءها نظرٌ كليل وفقه قليل. ونخشي أن نقول: إن معادلة الإيمان، كما بينتها السنة، باتت تُقرأ بالعكس فالرسول صلي الله عليه وسلم يقول: (لا يؤمن أحدكم حتي يكون هواه تبعاً لما جئت به)، وأصبحنا نشاهد محاولات تطويع ما جاء به الدين ليكون مسوغاً وتابعاً لهوانا.. فالدين يُسيَّس اليوم بدل أن تُديَّن السياسة والثقافة وتُشَكِّل القيم والنصوص الدينية ضابطاً ومرجعية لسلوك الناس في المجالات جميعاً. وقد يكون من أخطر ما يتعرض له النص الشرعي من العبث هو ادعاء النسخ للنصوص القرآنية، فآية السيف نسخت عند بعض من يُسمون أمراء أو فقهاء الجهاد والمواجهة ما يربو علي مائة وبضع عشرة آية(!).. فكل آيات الدعوة إلي الله بالحكمة والموعظة الحسنة والتعامل الخلقي والتواصل الإنساني والاجتماعي والعمل التربوي نُسخت بآية السيف، ولم يبق إلا السيف وسيلة وطريقاً لهذا الدين.
وقال إن العجز عن إدراك فقه الحالة والاستطاعة ودلالات اللغة وإبصار أسباب النزول كوسائل معينة علي الفهم وإدراك أبعاد التدرج والتخصيص للعام، يُعتبر الإشكالية الكبري، التي نعاني منها؛ ذلك أن الأحكام والنصوص الشرعية كالأدوية، حيث لكل داءٍ دواؤه، ولا يلغي دواءٌ دواءً، فلكل حالة ومرحلة واستطاعة حكمها، فإذا انخفضت الاستطاعة تغير التكليف الشرعي ليتوافق معها، ولا يعني ذلك نسخ الحكم التكليفي، الذي كان يتلاءم مع الحالة الأعلي.
فالله سبحانه وتعالي أباح عمار بن ياسر، رضي الله عنه، عند تعرضه للعذاب المهلك والشدة الشديدة، أن ينطق بكلمة الكفر خلاصاً من العذاب، شريطة أن يعمر الإيمان قلبه، وأنزل في ذلك قرآناً خالداً علي الدهر، قال تعالي: (إلا من أُكره وقلبه مطمئن بالإيمان).
والرسول صلي الله عليه وسلم يقول لعمار: (فإن عادوا فعد) أي إن عادوا للتعذيب فلا مانع من العودة إلي النطق بكلمة الكفر، مع طمأنينة القلب بالإيمان. وهكذا، فلكل حالة واستطاعة حكمها، ولا ينسخ حكمٌ حكماً، لكن الإشكالية تبقي بفقه النصوص وكيفية تنزيلها علي الواقع، بحسب استطاعاته؛ أما إسقاطها أو إلغاؤها، تحت مصطلحات النسخ وغيره فهو تحريف للنص؛ ذلك أن التحريف ليس التغيير باللفظ ليتغير تبعاً لذلك المعني، كما كان حال الأمم السابقة، وإنما الأخطر هو الخروج بمقاصد النص ودلالاته عما وُضع له اللفظ، علماً بأن قضية النسخ أصلاً قضية لم ينعقد عليها إجماع العلماء، حيث يري بعضهم في قوله تعالي: (ما ننسخ من آية...) يعني نسخ الشرائع السابقة للإسلام بالإسلام. وقال إن الذي لا بد من تأكيده، أن: القرآن الكريم هو الكتاب السماوي الوحيد، الذي ورد بطريقة علمية تفيد اليقين، فلقد وصل كما نزل، لذلك فهو أعظم ما تمتلك الأمة الإسلامية من إمكانات للنهوض والشهادة علي الناس.
جميع الحقوق محفوظة ©
لإدارة البحوث و الدراسات الإسلامية